الاختيار الجيد.. أساس العلاقة الزوجية الناجحة
الجنس ليس عيبا أخلاقيا والعلاقات الزوجية في الغرف المغلقة ليست مخيفة, لكننا نجعلها كذلك بإغلاق أعيننا عن الحقائق المهمة, والمحصلة المزيد من المشاكل التي تصل إلي الانهيار النفسي وإغلاق البيوت, فلماذا لا نحطم جدار الخجل ونناقش متاعبنا الجنسية بأسلوب علمي صريح وجرئ, أرسل لنا مشاكلك الجنسية والزوجية, فربما نجد حلا معا..
أولا أود أن أشكرك وأشكر جميع القائمين علي أمر هذا الباب المفيد الذي طالما انتظرنا منبرا مثله.. أما بعد فأردت أن أسأل سؤالا: إنه أثناء العلاقة الخاصة مع زوجتي تكون نسبة السائل اللزج الذي تفرزه المرأة لتسهيل عملية الجماع, تكون هذه النسبة قليلة جدا, علما بإدراكي للمقدمات التي تسبق الجماع وخلافه, وهذا يسبب الألم لزوجتي ويسبب عدم استمتاعي, ويجعل العملية صعبة جدا, وقد قمنا باستشارة طبيبة نساء تحسبا لوجود التهابات عند الزوجة, فقالت إنه لا يوجد التهابات, فأرجو مشورتك في هذا الأمر, وجزاكم الله عنا خير الجزاء.. ملحوظة.. نحن متزوجان منذ حوالي عامين ولدينا طفل, وقد استمرت هذه الشكوي أثناء وقبل وبعد الحمل.
الأخ الكريم.. شكرا لك علي هذا الثناء الرقيق.. أما بالنسبة لشكواك, فإن السبب ينحصر في عدم قدرة زوجتك علي التركيز لالتقاط ما يحدث بداخلها من انفعالات وردود أفعال خاصة بالمتعة الجنسية مما يترجم في صورة عدم القدرة علي الاستمتاع وبالتالي تتأثر ردود الأفعال العضوية المتمثلة في زيادة عمل الغدد الجنسية التي تقوم بوظيفة إفراز هذا السائل اللزج الذي تتحدث أنت عنه.. فكل هذه العملية يا سيدي هي مجرد دائرة كهربائية تبدأ بالإثارة ثم بالانفعال لهذه الإثارة, ثم ينقل هذا الانفعال إلي المركز الجنسي في الجهاز العصبي وهو الجسم الصنوبري, ثم يستجيب الأخير لهذه الانفعالات بإصدار أوامره للغدة الصنوبرية بإفراز الغازات السائلة التي تسري في الدم والتي بدورها تفتح الأبواب لتدفق الدم للأعضاء الجنسية في الحوض مما يزيد من وظيفة هذه الأعضاء, ومن ضمنها تلك الغدد التي تزيد من نشاطها في صورة زيادة إفرازها من السوائل اللزجة التي تسهل عملية الإيلاج في العلاقة الجنسية بين الزوجين.. لتنصح زوجتك يا سيدي أن تزيد من تركيزها أثناء لقائكما الحميم, ولتشجعها علي التقاط هذه الأحاسيس التي قد تفقد بين الانفعالات المختلفة للمرأة أحيانا.. ولتزيد هذا التركيز بالاستزادة من الثقافة الجنسية ولتكونا معا في هذا الأمر لكي تشجعان بعضكما البعض.
سيدتي.. أنا سيدة عمري32 سنة وعمر زوجي35 سنة, أما أنا فرومانسية لأبعد الحدود, وكنت دائما أري في أحلام اليقظة ذلك الفارس الذي سيلتقطني علي حصانه الوردي ويغدق علي من العواطف الدافئة والكلام الحميم, وأذوب في هذا الكلام وأكون مستعدة للتضحية بروحي وتقديم كل غال ونفيس من أجل ذلك, وحين كنت في نهاية المرحلة الجامعية, تقدم لي زوجي خاطبا, وكان يتمتع بجميع الصفات التي تعجب الفتاة في عريسها من وسامة ورقة وهدايا ثمينة عند كل زيارة, وأيضا ما يعجب أهلي من عائلة مشرفة, ووظيفة مرموقة ومستوي مادي مرتفع, فتم القبول المبدئي, وانتظرت سماع هذا الكلام في لقاءاتنا التالية, ذاك الكلام الذي طالما سمعته في أحلام يقظتي ولكن طال الانتظار للأسف, ولم أجد إلا الصمت الرهيب, وفكرت في فسخ الخطبة ولكني خفت أن أخسر هذه الميزات الباقية, فقررت المضي قدما في إتمام الزواج, وقلت سأحاول إما التجاوز عن هذا الشيء أو محاولة إقناعه وتعويده علي هذا الكلام الجميل.. ولكن لم يحدث هذا للأسف, فزوجي الحبيب قليل الكلام جدا جدا بشكل عام, وهذا ليس معي أنا فقط, ولكن مع الجميع, فهو لا يتحدث إلا إذا سألته عن شيء, أما بالنسبة لعلاقتنا الخاصة فهو لا يطلبها إلا في مرات قليلة جدا جدا, أما الشيء العادي هو أن أطالبه أنا بها, وفي كل مرة أقرر ألا أكرر هذا, أقبلها ثانية لإحساسي بالاحتياج لهذه المشاعر التي لا أتنازل عنها وأشعر بإلحاحها علي خاطري من فترة لأخري.. ولكن أشعر بالمهانة بعد ذلك, وأظل أبكي وأبكي, وأنعي الحظ الذي لم يوقعني في زوج مثل الذي كنت أتمناه.. فإلي متي تظل هذه المشاعر الأليمة تلح علي, وهل هناك من مخرج مما أنا فيه؟
يا سيدتي العزيزة, كان يجب أن تضعي أولويات لاختيارك شريك الحياة بشكل أدق من ذلك, فلقد كان الشيء الوحيد الذي يلح علي خاطرك فيما يتصف به هذا الشريك هي هذه النزعة الخيالية الرومانسية الحالمة, وجاءك عريس يتصف بالعكس علي طول الخط, ولكنك قبلته أخذا لاعتبارات أخري لم تكن من أولوياتك, فبدأ التصادم الكبير يحدث بين مشاعرك ذاتك, فأنت تحبينه لأسباب موضوعية, ولكنك تأخذين عليه شيئا ليس بيده وتحاسبينه عليه بل وينغص عليك حياتك معه, لا أعلم لماذا شعرت بانعدام الحوار ا لصريح بينكما, فأنت تعيشين في أحلامك مع نفسك ومع آمالك الخائبة, وهو يحيي حياة سوية هانئة من وجهة نظره لأنه لا يعلم أنه يوجد ما يسوء في نفسك تجاهه.. فكيف الملتقي إذن؟! لابد أن تتخيري الوقت المناسب يا سيدتي وتفتحي مع زوجك الحبيب حوارا صريحا لعلكما تلتقيان في منتصف الطريق, وقد يكون له أيضا مآخذ عليك, ولكنه بطبيعته يؤسر السكوت كيلا يخسر ما فيك من جوانب محمودة بالنسبة له, ولكن هذا غير صحي علي طول الخط, فلنتصارح بعد التعهد لبعضنا البعض ألا يغضب أحد من صراحة الآخر, ومع الأخذ في الاعتبار في المقام الأول أن نقاشا كهذا هو للمصلحة العامة ولسعادة الطرفين.
أنا زوج أعيش بعيدا عن زوجتي ـ وبالتالي عن العلاقة الجنسية السوية ـ لمدة حوالي8 أشهر في السنة بحكم عملي في دولة غير التي تعيش فيها زوجتي وأولادي.. وأشكو من كثرة الاحتلام الليلي, ولكن في الآونة الأخيرة لاحظت قلة كمية السائل المنوي فبدأت أقلق علي نفسي.. واحترت من أسأل.. فأرجو أن أجد الإجابة لديكم.. ولكم جزيل الشكر.
يا سيدي, المسألة كلها أنك لم تكن تلاحظ كمية السائل المنوي من قبل, ولكن طالما كثرت مرات الاحتلام الليلي, فلابد أن تقل كمية السائل المنوي, فهي علاقة منعكسة الاطراد علي طول الخط, ولنمثل الصورة كالمصنع الذي يعمل24 ساعة يوميا وهو الخصية التي تنتج الحيوانات المنوية, فإذا كان الاستهلاك دائما, فإن المصنع لا يحصل علي الفرصة لتراكم إنتاجه, وكلما احتجت لهذا الإنتاج تجده قليلا لأنه هناك من أخذه قبلك بالفعل ويأخذ أولا بأول.. فلا تجزع واطمئن يا أخي, ولكن إذا أردت زيادة في الاطمئنان, فلتذهب إلي أقرب معمل تحاليل ولتجري تحليلا للسائل المنوي, وستجد النتيجة طبيعية تماما بإذن الله وسيطمئن قلبك تماما
منقول من مقالات الدكتورة هبة قطب
/هبة جمال قطب ، مدرس طب شرعي بكلية الطب ـ القصر العيني ـ جامعة القاهرة ، حاصلةعلى الماجستير من جامعة القاهرة في " الاعتداءات البدنية والجنسية على الأطفال " .... وحاصلة على الدكتوراه من نفس الجامعة في " الإعتداءات الجنسية وتبعاتهاالصحيه